السبت، 6 سبتمبر 2008

الزمن يشهد لشهيد الشهادتين صدام حسين




صدام حسين،الرئيس المجاهد " شهيد الشهادتين" وأبو الشهيدين الذي" شرب عدة كؤوس من الماء الساخن مع العسل، وهو الشراب الذي اعتاد عليه منذ طفولته. ثم توضأ صدام حسين وغسل يديه ووجه وقدميه وجلس
يقرأ آيات من القرآن الذي كان هدية من زوجته قبل إعدمه"
(نسأل الله أن يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته) .تلك كانت آخر لحظات الشهيد ... ساوم الطغاة على حياته من اجل أن يرهنوا مستقبل العراق، فساومهم على موتهم من اجل عودة وطنه سيدا مستقلاً...
أرادوا منه أن يبيع لهم موقفا، فاشترى موته بموقف لن يختلف في شجاعته وبسالته أحد. فانتصر عليهم حتى آخر لحظة في حياته، وسيظل منتصرا عليهم الى الأبد.
وأخيرا، أسرعوا بقتله، لأنهم سئموا هزيمتهم أمامه. ضاقوا ذرعا بخذلانهم فبطشوا به.
صدام حسين لم تصعد على قفص المشنقة ... بل صعدت فوق منصة العظماء ...
و أرجوحة الأبطال ... ولحقت بركب الشهداء...
كم حاول الطغاة والمجوس الصفويون تشويه صورتك، لكنك دائماً تخرج منتصرا في كل حدث، كلماتك ومواقفك ستبقى خالدة الى الأبد؛ كم انتابني شعور غريب عندما قررت كتابة هده الكلمات بموعد الفجر وفي يوم الجمعة، للمجاهد " شهيد الشهادتين"القائد العربي الهمام، الذي لم تعرف أبدا الأجيال الحديثة مثله، في صفات الرجولة والشهامة والغيرة والاقتدار والتحدي وغيرها من الأمور التي لا يمكن حصرها، وفي الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ كلماتي المملوءة بالدموع والدماء والقهر لحال الأمة وقائدها، ولكن قررت أخيرا أن أترك قلبي وروحي ومشاعري وقلمي يتحدثان عن ما يدور في خلدهما ويخاطبان بالاتصال الروحاني القائد الأب بكلمات لا تخرج بسهولة من الرجال لصعوبتها وقسوتها على النفس المؤمنة والروح المقاتلة. نحن الأردنيين لا نخفي حبنا لصدام حسين، نقولها بالعلن وفي كل مكان وزمان، وسنكتبها في تاريخنا الذي سنقرؤه للأجيال القادمة قائلين، صدام حسين، كان رجلا وقائداً ملهماً. نحن شعب لا ينسى، مواقف صدام حسين للشعب الأرني وللشعب الفلسطيني، نحن لا ننسى أن العراق بقيادة صدام، كان أول من يقترب من الشعب الفلسطيني ، حين يهدم الاحتلال الصهيوني بيتا لعائلة شهيد أو فدائي، حين كان يعيد بناء هذا البيت، نحن لا ننسى كيف أن آلاف العوائل الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة، كانت جزءا من نسيج الشعب العراقي، تصلها المساعدات، لتعيش بكرامة، وكل ذلك ليس بقرار سياسي مرحلي، وإنما بقرار ينبع من الإيمان بأن فلسطين، هي جزء من هذه الأمة التي يمثل العراق أحد أعمدتها.



صدام حسين.. قاومت حيا ومت بطلا فطبت شهيدا.
وسنختلف فيه وحوله وعليه، مثلما يختلف البشر حول الكثير من قادة التاريخ. ولكن صدام حسين، الذي قدم موته على حبل المشنقة، فداء لما يؤمن به، سيظل، الى الأبد، واحدا من قلائل المناضلين الذين جعلوا من حياتهم تحدياً صارماً حتى الرمق الأخير.
وسنختلف فيه وحوله وعليه، كما نختلف حول كل قضية، يراها فسطاط من الناس عادلة ويراها غيرهم باطلة، ولكن أحدا لن يختلف في أن صدام حسين دفع المهر الأغلى دفاعاً عن قضيته وموقفه.
وسنختلف فيه وحوله وعليه، كما نختلف حول الكثير من مفاهيم الحرية والعدالة والطغيان والجبروت والديمقراطية والدكتاتورية، ولكن أحداً لن يختلف في أن صدام حسين كان صاحب مشروع استراتيجي، تاريخي وكبير، يجر وراءه الاختلاف في المفاهيم بدلاً من أن ينجر المشروع نفسه وراء صف دون آخر منها.
وكان صاحب مشروع (الصندوق العربي) في مؤتمر بغداد1988م.
ولكن هل سنختلف في انه مات شجاعاً وباسلاً ؟
هل سنختلف في انه كان صاحب موقف صلب وجريء ؟
هل سنختلف في انه خسر كل شيء، وتعرض لكل شيء، ولم يساوم ؟
ومات وحرية العراق وعروبة فلسطين كانتا نداءه الأخير.. الأخير.
حاولوا إذلاله، ولكنه أذلهم.
مات صدام وشرف العراقيات المهدور، تحت سلطة الغزاة، نُصب عينيه، ونُصب قلبه، ونُصب ضميره.
مات وهو يسخر من العملاء والأذناب والمأجورين ويربأ بكرامة العراقيين أن تقبلهم.
مات وهو يسمو بنفسه عالياً، وعالياً، وعالياً حتى السماء التي لا يطالها إلا الخالدون.
نصبوا له مسرحية، فجعلها فضيحة لانحطاطهم.
ساقوا له أقوى جيوش الكون، فساق لهم بسالته أعزلاً ومقيداً وسجيناً.
تحدوه بقوتهم، فتحداهم بموته.
قالوا له: أنت دكتاتور، فقال لهم: وانتم كلاب.
قالوا له: ارتكبت جرائم، فقال لهم: كنت عن رفعة وسمو العراق أدافع.
قالوا له: غزوت الكويت، فقال لهم: من أجل شرف العراقيات (الذي أراد الكويتيون أن يشتروه بدينار) ذهبت لأحارب.
كان يعرف إن موته مقبل، فلم يُدبر.
كان يعيش مأساته، وظل قادرا على أن يضحك ملء قلبه.
كان يرى في إمعات الاحتلال إمعات، وبغطرسة الكبير ترفع عليهم.
عاش بطلاً، ومات شهيداً، وكنا بحاجة الى شهيد، ليكون مشعلاً ورمزاً، نختلف فيه وحوله وعليه، إلا إننا لا نختلف في صلابته، ولا نختلف في نزاهة يده، ولا نختلف في موته مرفوع الرأس.
مات صدام، ولم يمت. وسيظل حيا على مر الأيام.
وبالأحرى، فقد مات كل الذين قتلوه.
فهم ماتوا بعجزهم عن الإطاحة بشجاعته،..
ماتوا بفشلهم في محاكمته محاكمةً عادلة،..
وماتوا بموت ضمائرهم عن رؤية الظلم الذي حاقه الغزاة والطائفيون بعراق عظيم.
رحمك الله يابطل الأحرار ويابطل الأمة الإسلاميةتكفيك الشهادة التي شاهدها الملايينوسيشاهدها المليارات في الأجيال القادمةلروحك الجنة رحمة الله عليك يا أبو عديوليخسأ المتطرفون الرافضةأقزام الفرس والموالين للصفويين

.. وأخيراً أنهي كلامي وباختصار( انتهت اللعبة ) كما جاء في كتاب محمد الدوري ، (اللعبة انتهت من الأمم المتحدة إلى العراق محتلاً). وقد سجل التاريخ إن الاحتلال يستدعي المقاومة، لم يقع بلد أو شعب تحت الاحتلال إلا قاوم. ولم يأت مستعمر، أياً كانت ادعاءاته ونواياه المعلنة، إلى خرج مطروداً. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين




مقتطفات من كتاب : صدام حسين : محمد نمر ، سامر أمين، مصطفى دعمس


الطبعة الأولى،2008

ليست هناك تعليقات: